أدبعاجلقصة

قصة – بائعة اللوحة

بائعة اللوحة-قصة

 ولدت نورة في أحد الأرياف النائية عن المدينة وقد بدت عليها علامات النبوغ منذ الصغر ولكنها نشأت في عائلة فقيرة.

وهذه العائلة لا تجد ما تقتات به . فكانت كلما فرغت ترسم على الأوراق أشجارا و وورودا و أشكالا جميلة.

وفي أغلب أوقاتها تساعد أمها في تنظيف البيت و تربية إخوتها الصغار …

ومع ذلك كانت تحلم دائما في أن تصبح رسامة كبيرة يشار إليها بالبنان ، وتنادى بفانة العصر والزمان.
  وما هي إلا أيام حتى بلغت سن الدراسة ، فأقبلت على والدها مسرورة فرحة .

فقالت يا أبي : أريد أن أدرس في مدرسة القرية المجاورة مع رفيقاتي و صديقاتي.

فرد الأب بكل أسف : يا بنيتي إنني لا أملك مصاريف دراستك .
أخذت تتوسل له و هو يعتذر منها بعدم توفر المال لدراستها.
خرجت من عند أبيها يائسة والحزن يملأ وجهها و الدمع يقطر من عينيها …

فأخذ تنفس عن نفسها برسم المدرسة التي تحلم بالدراسة فيها … وعندما انتهت منها وضعتها جانبا ثم خلدت للنوم.

فلما استيقظت عادت إلى حياتها الطبيعية كما كانت من تنظيف ومتابعة إخوانها …

زيارة فتح باب الأمل

وفي أحد الأيام زارت أمها امرأة من جيرانهم فأجلستها أمها في صالة النساء وبعد أن رحبت بها استأذنت منها لإحضار القهوة و الشاي .

أخذت المرأة تقلب نظرها في الصالة وما تحويه الجدران من ألوان و لفت نظرها تلك الرسمة التي رسمتها نورة … فقالت في نفسها : يا الله ما أجملها !
وحين حضرت أم نورة إلى الصالة حاملة في يدها القهوة والشاي بادرتها الضيفة بسؤال عن اللوحة الجميلة .

من أين لكم هذه اللوحة فهي في غاية الجمال ؟
الأم : تقصدين هذه الخربشات إنها من عمل ابنتي نورة .
الضيفة : لا يا أم نورة إنها ليست خربشات بل هي فن أصيل .
  الأم : لا عليك من لعب البنات .
تضايقت الضيفة من كلام أم نورة و أسرتها في نفسها ولم تبدها لها ، ثم أكملت زيارتها وانصرفت.
  أخذت الضيفة تعيد تأمل اللوحة وما فيها من جمال وإتقان … ثم التفتت إلى أختها التي كانت تعمل معلمة في مدرسة القرية.

وقصت عليها ما حدث. فسألتها أختها : هل نورة تدرس عندنا بالمدرسة. فأجاب الأخت : لا .

فقالت : إذا أتوجه إليهم لأرى اللوحة ثم أحاول مساعدة نورة في إدخالها للمدرسة.
  وفي اليوم التالي حضرت المعلمة إلى بيت أم نورة وكلها شوق لرؤية اللوحة ، وعندما جلست سألت عن نورة.

فقالوا لها إنها تنظف البيت والتفتت إلى اللوحة فإذا هي كما وصفتها أختها.

تحول الحلم إلى حقيقة

عندها قررت المعلمة مساعدة نورة في إدخالها للمدرسة فهي موهوبة في الرسم  .
فقالت لأمها : أنا مستعدة لمساعدة نورة في الدراسة فقط أحتاج موافقة والدها .

فقالت أم نورة : سأخبر والداها عن مبادرتك وسننظر ما يفعله بعد ذلك.
  فرحت الأم بعرض المعلمة ، وأخبرت زوجها بما حدث و عندها وافق والدها على طلب المعلمة …

وبدأت نورة حياة جيدة مع التعليم في مدرسة القرية.
  تعلمت نورة وأصبحت الرسامة الأولى للمدرسة و أخذت ترسم ما يجول في خاطرها.

وأشارت إليها المعلمة بعرض اللوحات الجميلة في سوق القرية لعلها تجد من يشتريها و تساعد بثمنها أسرتها الفقيرة.
  جمعت نورة أجمل لوحاتها وانطلقت بها مع والدها إلى السوق وكانت الدهشة التي لم تتوقعها …

أن أقبل عليها الناس لشراء لواحتها لما رأوا فيها من جمال و إتقان …
  عند ذلك عُرفت نورة في السوق ببائعة اللوحة… فسبحان من جعل الموهبة مصدر رزق للفقراء.

بائعة اللوحة-قصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Hello
Can we help you?