رجل محلق مثل الطائر-يحكى أنه كان هناك شخص يطمح أن يكون رجلا محلقا مثل الطائر يسبح في الفضاء ويغرد في الكون دون خوف أوملل.
كان هذا الرجل يراقب الطيور والكواسر وهي تحلق في الجو تبحث عن رزقها لتطعم نفسها وصغارها مما تجده.
وكان هذا الرجل يتأمل في عجيب صنع الله في الطيور وكيف أن لها جناحان تطيربهما وليس للإنسان مثلها.
فكر في نفسه وقال لماذا لم يكن لي جناح مثل الطيور حتى أستطيع أن أطير وأحلق مثلها وأجوب الأرض.
اقتنى طائرًا معروفًا في بيئته وهو طائر الصقر ، وأخذ يراقبه في كل حركاته ، حتى ألمّ بكل أحواله وجوانب حياته.
ثم أخذ يقلب جناحيه ومما تتكون منه لعله يستطيع أن يصنع مثلها حتى يستطيع بها الطيران مثل ذلك الصقر.
رجل محلق مثل الطائر
أخذ الرجل يفتش عن ريش الطيور ليصنع منه جناحين تمكنه من الطيران في الجو ، ليستكشف العالم العلوي.
أخذ يفتش في كل مكان هنا وهناك لعله جد ريش طائر يكمل به فكرته ، وضل أيام وليال وهو يفتش دون يأس.
وبعد جهد مضني ، جمع مجموعة من الريش لطيور مختلفة الأشكال والأجناس وأخذ يرتبها مثل جناح الطائر.
واستطاع إكمال فكرته بصنع جناحين جميلين يوازيان جناح طائر الذي اقتناه وراقبه منذ وقت طول وأمد بعيد.
https://aglam.online/الطبيب-والبيضة-العجيبة/
رجل محلق مثل الطائر
أصبح الجناحان جاهزان للعمل ، فلبسهما الرجل ، ثم أخذ يدور بهما في مكان واسع ويخفق بهما لعله يطير.
ولكن دون جدوى لم تسعفاه بسبب ثقل جسمه بالنسبة للجناحين ولكنه لم ييأس وقرر الاستمرار في حلمه.
فكر مليلا ومرات أن يطير ، فقال في نفسه لماذا لا أطير والصقر يطير ، لابد من أن هناك شيء ينقصني.
هاده تفكير إلى أن يصعد على مرتفع ويقز منه ومن خلاله يستطع الطيران وأن يحلق كما يشاء وكيفما شاء.
رجل محلق مثل الطائر
توجده إلى مرتفع ، ولبس جناحاه وأخذ يرفرف بهما ، ثم أقدم على القفز ومحاولة التحليق عاليًا إلى السماء.
ولكن ما إن ارتفع حتى هبط مصتدمًا بالأرض ، وفقد وعيه ولم يقف إلى بعد وقت طويل من الزمن.
أفاق الرجل وأخذ يقلب كفيه تأسفًا على حاله وما حل به من جروح وكدمات كبيرة كادت تقتله من شدة الألم.
عند ذلك أيقن أن الله لم يجعل الإنسان مثل الطائر فلكل شيء خصائصه ،وهذا من تدبير صنع الله الذي أتقن كل شيء.
