أدبشاعر وقصيدةعاجل

شاعر وقصيدة

شاعر وقصيدة : ( ابن خفاجة )

فشاعرنا هو إبراهيم بن أبي الفتح بن خفاجة الهواري ، ولذلك يكنى بأبي إسحاق، ولد في بلدة “شقر” بشرق الأندلس.

إذ ولد في سنة 1058م، وتوفي سنة 1138م، قضى شبابه وشيخوخته فيها ،وكان ذلك في أيام أمجاد وعز الأندلس.

عاش في أهم العصور التي نضجت وتطورت فيه اللغة وكل ذلك في عصر دولة المرابطين في الأندلس.

درس الشعر والنثر وتعمق فيهما حتى برع ونتيجة لذلك أعجب به من حوله من أدباء وشعراء وأمراء.

يحصى ابن خفاجة من أعلام الشعراء الأندلسيين،ولذلك فهو أديب الأندلس وشاعرها الكبير ذو الصيت.

وصف طبيعة الأندلس وجمالها ، فوصف جمالها المعنوي ، علاوة لذلك مناظرها الحسية في شعره.

فله ديوان مشهور ضم العديد من القصائد التي وصفت برقة ألفاظها، وونتيجة لذلك وصفت بالغموض والتكلف.

بسبب ذلك أن ابن خفاجة كان يعتمد بكثرة على المحسنات البديعية الأدبية في شعره.

كذلك الاستعارات والكنايات، والجناس، وغيرها، أما عن القطع النثرية التي كتبها وتناقلها الناس.

فقد كان أسلوبه متأثرًا بأسلوب بعض الأدباء، ومنهم: ابن العميد، والهمذاني، من حيث السجع.

والغوص والتوغل المفرط في المحسنات اللفظية والمعنوية ، نتيجة لذلك انعكس على إنتاجه النثري.

https://aglam.online/النحلة-شعر/

شاعر وقصيدة

إنتاجه الشعري :

دون ابن خفاجةَ العديدَ من القصائدِ الشعريةِ في ديوانِه ، ولعل إحداها فاقتِ البقيةَ شهرةً وهي البائية.

وأطلق عليها اسم : (وصف الجبلِ) التي جسَد في أبياتها جَبلاً بصفةٍ بشريةٍ يتحدث عن بأسِه من طولِ بقائِه.

وأنه يتمنى أن يموتَ، وصَوَر نفسَه يتمنى عكسَ ما يتمناه الجبل؛ فكان يتمنَى البقاءَ، والخلودَ.

ويخشى الموتَ، والفناءَ، وينهي المقارنةَ بأنه لا خلاصَ للأمنيتَين فيقول فيها :

قصيدة وصف الجبل :

وَأَرعَنَ طَماحِ الذؤابَةِ باذِخٍ                    يطاوِل أَعنانَ السَماءِ بِغارِبِ

يَسد مَهَبَ الريحِ عَن كلِّ وجهَةٍ                وَيَزحَمُ لَيلاً شهبَهُ بِالمَناكِبِ

وَقورٌ عَلى ظَهرِ الفَلاةِ كَأَنّهُ                  طِوالَ اللَيالي مفَكِّر في العَواقِبِ

يَلوث عَلَيهِ الغَيم سودَ عَمائِمٍ                لَها مِن وَميضِ البَرقِ حمرُ ذَوائِبِ

أَصَختُ إِلَيهِ وَهوَ أَخرَسُ صامِتٌ            فَحَدَّثَني لَيلُ السُرى بِالعَجائِبِ

وَقالَ أَلا كَم كنت مَلجَأَ قاتِلٍ                  وَمَوطِنَ أَواهٍ تَبَتَّلَ تائِبِ

وَكَم مَرَّ بي مِن مدلِجٍ وَمؤَوِبٍ              وَقالٍ بِظِلّي مِن مَطِيٍّ وَراكِبِ

فَما كانَ إِلا أَن طَوَتهُم يَدُ الرَدى            وَطارَت بِهِم ريحُ النَوى وَالنَوائِبِ

فَما خَفق أَيكي غَيرَ رَجفَةِ أَضلعٍ           وَلا نَوحُ ورقي غَيرَ صَرخَةِ نادِبِ

وَما غَيَضَ السلوانَ دَمعي وَإِنَّما           نَزَفت دموعي في فِراقِ الصَواحِبِ

فَحَتى مَتى أَبقى وَيَظعَن صاحِب          أوَدِعُ مِنه راحِلاً غَيرَ آيِبِ

فَرحماكَ يا مَولايَ دِعوَةَ ضارِعٍ           يَمد إِلى نعماكَ راحَةَ راغِبِ

فَأَسمَعَني مِن وَعظِهِ كلَ عِبرَةٍ            يتَرجِمها عَنه لِسان التَجارِبِ

فَسَلى بِما أَبكى وَسرَ بِما شَجا        وَكانَ عَلى ليلِ السرى خَيرَ صاحِبِ

وَقلت وَقَد نَكَبت عَنهُ لِطِيَّةٍ              سَلام فَإِنا مِن مقيمٍ وَذاهِبِ

فما أروع الشاعر ابن خفاجة ! وما أروع ما كتب في هذه القصيدة المتفردة في بابها !.

شاعر وقصيدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Hello
Can we help you?