أدبقصة

قصة – خاتم سليمان

قصة – خاتم سليمان

كان هناك شيخ لقرية من القرى يدعى سليمان وكان كثر المال والولد وعظيم القدر والجاه عند أهل قريته.

ولكنه كان شديد المعاملة عليهم.وكان يحب نفسه كثيرا ولا يقبل من أهل القرية أن يحاجه أحد أو يجادله أو يعترض عليه.

ومع ذلك كان قوى البأس ، شديد البطش ، يستأثر بكل شيء في القرية لنفسه حتى أصبحوا كالعبيد عنده .

وهو الآمر الناهي في كل أمورهم ، واستمر الحال على ما هو عليه مدة من الزمن .

قصة – طلعة برية
  وفي صباح أحد الأيام خرج أحد أبنائه إلى النزة في البرية التي تجاورهم . فتجول في أرضها وبينما .

خاتم تتلألأ

هو كذلك إذ به يلمح بياضًا من بعيد فهرع إليه .فلما وصله وجد أنه خاتم من فضة يتلألأ مع نور الشمس .

وكان منقوشًا عليه نقش عربي ،لكن لم يستطع الولد تمييز ما كتب عليه ، فأخذه ووضعه في صرة معه .

ثم أكمل التنزه ، وفي المساء عاد إلى قريته .

وتوجه للسلام على أبيه ، ثم حدثه بما رآه من أمر الخاتم .
  فسأله الأب : ما شكله وما وصفه ؟ فرد الابن : شكله مدور  وهو من الفضة وعليه نقش مكتوب عليه ، ولكن لم أعرف ما هو ؟

فقال الأب: نادوا لي العابد شجاع ، فحضر شاجع ثم قال له الشيخ سليمان : هذا خاتم من فضة وعليه نقش وفيه كلام.فما كتب عليه ؟
 شجاع : بعد تفحصي وقراءتي له اتضح لي أنه مكتوب عليه : خاتم سليمان ، فقال الشيخ سليمان : يا سبحان الله خاتم سليمان .

لقد صدقت رؤياي التي رأيتها ، حيث رأيت أنني حصلت على خاتم باسمي . فهلل الحاضرون لذلك وقالوا : هذا يا شيخ سليمان خاتم الملك .

وأن من اليوم شيخنا و ملكنا ، فقال الشيخ سليمان : نعم أنا من اليوم الملك سليمان بسبب هذا الخاتم .
  وضل الملك سليمان على حالته من الظلم والجور وأخذ أموال الناس بالباطل وتمادى إلى أن حبس الماء عن الناس.

ولا يفتحه لهم إلا بدفع إتاوة تعطى لجابي إتاوة المياه ، وضيق على الناس تضييقا شديد حتى تضرعوا لله بأن يخلصهم من الملك سليمان .

مصير سليمان الظالم


   وبينما هم كذلك وإذ بالملك يصاب بصداع شديد ، أطار النوم من عينيه ، وكلما غفا شعر بالألم ففزع من نومه .

ثم تورمت أصبعه التي فيها الخاتم وأصابتها الآكلة حتى سقطت ، وسقط منها الخاتم الذي يتباهى له وهو خاتم الملك .

فطلب من الناس أن يعفون عنه وقام برد الماء إلى الناس بدون مقابل ووزع عليهم الأرزاق ، وأكرمهم غالية الإكرام .

وما هي إلا أيام حتى لفظ أنفاسه الأخيرة لتنتهي سيرة ذلك الملك الظالم الذي زاده الخاتم استكبارا وتجبرا .
   وبعد أن توفي خلفه ابنه أمين الذي قدم له الخاتم و نودي له بالملك ، وقد سار في الناس سيرة حسنة حتى لقب بالملك العادل ،

واستمر الخاتم إرثا بين هذا الأسرة إلى ما شاء الله ثم تغيرت الأحوال ، وضاع الخاتم الذي كان زمر الملك في تلك الأسرة .

ولم يعد لهم ولا للخاتم أثر ، فسحان مغير الأحوال  ، وكأني بها كما قال الشاعر أبو دلف :
هي المقادير تجري في أعنّتها         فاصبر فليس لها صبرٌ على حالِ

قصة – خاتم سليمان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Hello
Can we help you?