أدبعاجلقصة

قصة – ذات الوشاح الأسود

قصة – ذات الوشاح الأسود في إحدى البلدات كان هناك فتاة فارعة الطول ، ممشوقة القامة ، جميلة الملامح ، رشيقة القد .

وكانت ترتدي وشاحا أسودًا جذابًا ومدهشًا لكل من رآه ، فانتشر ذكرها في الآفاق ، وبين القرى و المدن.

وكان الناس يتحدثون عنها وعن جمالها الفاتن لما تحمله من صفات الحسن والجمال والرقة والدلال.

وما يمر يوم على الناس إلى والرجال يذكرونها ويتناقلون أوصافها وما تميزت به من وشاح أسود.

عروسة بمواصفات ملكة :

كانت هذه الفتاة تعجب بنفسها أيما إعجاب ، وكأنها تترقب العرسان والخطاب ، يدخلون عليها من كل باب.

وقد بدأ العرسان يتوافدون إليها من كل مكان ، وهي ترفض الزواج منهم لحاجة في نفسها لكن لم تبدها لهم.

وحاول العرسان بكل الوسائل الوصول إلى تلك الفاتنة الجميلة لكن دون جدوى فكانوا يعودون خائبين.

وهي في حالة من السرور وكأنها تتلذذ برد الخطاب دون أن تبدي لهم عذرًا أو تجيب على سبب رفضهم.

حيلة كانت سببًا في الزواج من ذات الوشاح الأسود :

تقدم لخطبتها شاب كان يدعى سالم فردته كعادتها ، ولم يعجبه ذلك الرفض ، فقرر أن يفكر في حيلة ليتزوجها.

وكان سالم ممن يحب القراءة في الكتب ، فتذكر قصة بائع الخُمُر الملونة ، مع الشاعر مسكين الدارمي.

 وهي أنه كان هناك تاجر من العراق يبيع خُمُرًا ملونة وحدث أن باع جميع ما معه منها.

ولم يبقى إلاّ الخُمر السوداء ، فلجأ إلى صديقه الشاعر مسكين الدارمي المشهور بالعبادة والزهد.

فحدثه بخبره ، فنظم أبياتًا جميلة عن الخمار الأسود وأمره أن يذيعها بين الناس وهي :

قل للمليحة في الخمار الأسود        ماذا فـعــلت بناســـك متعــبد

قد كان شــــمر للصــــلاة ثيابـه         حتى خطرت له بباب المسجد

ردي عليـــه صــلاته وقـــيامـــه      لا تقتليه بــحـق ديــن مـحـــــمـد

فشاع بين الناس أن الدارمي قد ترك الزهد والتنسك ، بسبب، عشقه صاحبة الخمار الأسود.

لذلك تنافست النساء على شراء الخُمُر السود حتى نفدت من البائع كل تلك الخُمر لشدة إعجاب الناس بها.

فأدرك سالم أنه لابد له من مدح هذه المرأة الحسناء بأبيات شعر يصف فيه جمالها وجمال وشاحها.

وفي اليوم التالي توجه إلى بيت تلك المرأة وأعاد خطبته لها مرة أخرى وقال لمن حولها من الأهل.

إنني شاعر وأعشق الوشاح الأسود ، فقالوا له : وما قلت في الوشاح الأسود من شعر ؟

فقال سالم :     قل للمليحة بالوشاح الأسود       ماذا فعلــت بمسلم متزهد

                  قد كان شمر للصلاة ثيــابـه       حتى خطرت بقلبه المتــجلد

                  ردي عليه صلاته وقيــــامة        لا ترفضيه بحق دين محـمد

فنقلوا لها الأبيات ، فأعجبت ، الفتاة بظرافة كلام الشاعر سالم العذب ، ووافقت على الزواج به.

قصة – ذات الوشاح الأسود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Hello
Can we help you?