قصة – سحر مغلف بحب
بينما كان الشاب حاتم يعيش في سعادة بين أهله وإخوته ، التي تحبه وتقدره لدوره معها.
وبعد مشورات مع العائلة قررت الأم أن تزوج ابنها الشاب من فتاة تسكن في حارتهم .
سعدت العائلة بسماع نبأ خطبة الفتاة سارة لابنهم حاتم وموافقة أسرتها عليه.
وبعد الخطبة والفرح استعدت العائلتان لأن لإقامة مراسم الزواج والبهجة بالعروسين .
ثم أقيمت مراسم الزواج وأطلقت الأنوار وتسمعت الأفراح والأهازيج وسعد الجميع.
كانت حياة زوجية مترعة بالهناء والسعادة واستمرت على هذا الحال فترة من الزمن.
رزق الزوجين بأبناء وبنات وتربوا في أحضان والديهما دون مشاكل أو منغصات.
تحول مفاجئ :
ثم قرر حاتم أن يتزوج من امرأة أحبها ، وأخفى في بادئ الأمر أمر الزواج عند زوجته.
ولكن لاحظت الزوجة تغير زوجها ، وتأخره كثيرًا عن الحضور إلى البيت فأدركت …
أنه متزوج عليها ، وفي جلسة صفاء بين الزوجين ، سالت سارة وزجها :
ما سبب غيابك عن البيت إلى وقت متأخر كل يوم دون أن تفصح لي بشيء ؟
ومع إلحاح الزوجة أجب حاتم : أنا متزوج لزوجة ثانية أحببتها واسمها : رغد.
ثارت مشاعر سارة فقالت مخاطبة زوجها : هل مللت حياتي حتى تتزوج من أخرى؟
حاتم : لم أمل ، ولكن قد وقع ما وقع وأنا الآن متزوج وأنتما في قلبي وأحبكما جميعًا.
سارة : بكل أسف لقد خنت العشرة التي ببننا ، وأخذت تبكي وتصيح من هول المفاجأة.
أضمرت سارة في نفسها بغض ما فعل ، وأسرت في نفسها أمر سوء لم تبده له.
انتقام مبطن بالحب :
جلست مع نفسها فقالت : لابد من أن أنتقم من الزوجة الثانية فهي من أخدت زوجي مني.
ثم فكرت وقالت : لم لا أنتقم من زوجي فهو من أتى بها وهي لا ذنب لها.
وبعد وقت طويل من التفكير، قررت أن تنتقم من رغد لأنها تحب زوجها ولا تريد أن تؤذيه.
حاولت منع زوجها من الذهاب إلى رغد ، ولكن دون فائدة ، فخطر على بالها أن تسحر رغد.
استعانت بإحدى صديقاتها فدلتها على ساحرة تعمل بالسحر ، والشعوذة والدجل على الناس.
طلبت منها سارة أن تسحر رغد ، فقامت الساحرة بعمل السحر لرغد ، وانتظرت سارة النتيجة.
وما هي إلا أيام حتى جاء زوجها حاتم مهموم كئيب ، فسألته سارة : مالك مهموم ؟
فقال : زوجتي رغد تسكوا من آلام في بطنها ، وكلما ذهبت بها إلى المستشفى لم يعرفوا سبب ألمها.
فقالت سارة : هذه آلام تصاحب الزوجة عندما تشعر بالحمل وستختفي سريعًا.
قال حاتم : حسنًا ، لعله كما قلتي ، ولكن لن أتركها وهي بهذه الحالة السيئة.
https://aglam.online/قلب-يتألم-قصة/
مفعول السحر:
ردت عليه سارة : لا تنسانا فأنا وأبنائكم بحاجتك ، فقال حاتم : نعم لن أنساكم.
واتجه صوب زوجته ، وهو يحمل في طياته ، حزنًا كبيرًا على ما آلت إليه حالة زوجته رغد.
وبينهما هما جالسان : وإذ برغد تعتصر من شدة الألم ، فأخذها حاتم إلى المستشفى للعلاج.
وبعد فحص سريع لحالتها تبين أن عندها سرطان في الرحم ، ولا بد من عمليه سريعة لاستئصاله.
وفقت رغد على العملية من شدة التعب ووافق الزوج ، وأجرت العملية وتكللت بالنجاح.
تعافت رغد وهي تتأسف على حالها ، فدعت الله أن ينتقم ممن كان السبب في بمرضها.
زاد حاتم من حبه لزوجته رغد ، ولكن نفس سارة لم تطب ، فقررت أن تقوم بسحر زوجها.
لأنها تحبه وتريده له فقط ، فذهبت إلى الساحرة وقامت بعمل سحر لزوجها فرقت به بين حاتم ورغد.
فقام حاتم بتطليق رغد لا لشيء سوى أنه مسحور ، فلم يطق البقاء معها ولا النظر إليها.
انقلاب السحر على الساحر :
وتدور الأيام على سارة فلم يعد زوجها حاتم ، يبادلها شعور الحب فأخذت تحاوره عن ذلك .
فاعترفت له بما بدر منها تجاهه من سحر لحبها له ، فقام بتطليقها على الفور،وتزوج من أخرى.
ويشاء الله أن تصاب أن تصاب ابنتها المتزوجة بسرطان في الرحم فيقرر الأطباء استئصال الرحم.
ويطلقها زوجها ، لأنها لم تعد تنجب وتصاب الساحرة بسرطان مثل ما أصاب ابنه سارة.
فيقرر الأطباء استئصال الرحم الساحرة لأنه مصاب بالسرطان وقد يؤدي إلى وفاتها.
توبة وندم :
ويتغير حال سارة من الفرح بمصيبة الآخرين إلى حزن لما أصابها وأصاب ابنتها بسوء فعلها.
عندها قررت أن تتوب إلى الله وتكفر عن ذنبها الذي اقترفت أن تتواصل مع رغد لتسامحها.
وبعد محاولات تواصلت سارة مع رغد وأخبرتها بما قامت به من سحر لها وأذية في جسدها.
فقالت لها رغد : قولي آمين ، ظنا منها أنها ستسامحها قالت سارة : آمين ، منتظرة الفرحة.
قالت رغد : أحرمك الله الجنة كما حرمتي السعادة مع وزجي حاتم وسببته لي ولأولادي من أذية.
