أدبقصة

سهر – قصة

سهر-قصة

بينما كان جوهر يقلب طرفه في الحياة التي يعيشها بين جنبات داره الكائن في سخب المدينة .

بين أصوات السيارات والمحركات الثقيلة والخفيفة.وإذا به يسمع ذلك الضجيج الذي يصدر من هنا وهناك.

ولكنه كان دائم التفكير في حاله الذي تغير مع سكنى المدينة.فهو دائمًا يحب الهدوء والسكينة .

ولا يحب الإزعاج .فأخذ ينظر من بعيد الكَّرة و بعد الكَّرة ويزيد في خلوة بالنفس يقلب فيها ما كانت بالأمس .

دون نطق بقول بكل تملكه الصت ، حنت نفسه إلى الريف الذي كان يعيش فيه بين هدوء و راحة والسكون .

و ملاحة ووئام وسماحة وتنزه وسياحة .

فقد كان يرعى الغنم ويأكل من أهله اللحم والبرم ويرتع في لذيذ النعم ويصحو مع الفجر وينام بعد تعب من شدة الوصب .

في حياة حالمة بالصفاء والأنس قائمة، في هناء وسعادة وراحة بال غابت عنه عندما هاجر إلى المدينة.
  كان جوهر من الناس الذين لا يحبون السهر فقد عاش وقتا ينام ليله و يصحو صباحه ساعيا خلف رزقه .

وحين انتقل للمدينة عانى من سخبها المفزع .ومن حركتها الدائمة ليل نهار حتى بدأ يأنس بالناس ويسامر الجلاس .

ويلهو دون احتراس حتى أدمن السهر وأرهقه النظر و أرقته الفكر.

حياة ليس فيها راحة ولا تجد فيها الصراحة ، والناس منهمكون خلف المال من أي وجه نال دون التفكير في العواقب.
   فكر جوهر في حاله ومآله وما أودى به السهر وما أضر به دون عبر، فقد أدرك أنه لا فائدة منه وأن مضيعة للوقت ومهلكة للجسم ومحرقة للذهن والفكر .

وبعدها قرر بين ساعة وضحاها وغمضة عين وانتباهتها أن يترك الرفقاء وأن ينام نوم البسطاء وأن يعود أدراجه للوراء.

فإن في السهر دون فائدة داء من الأدواء وعزم على أن يريح النفس من سأم والقلب من ألم والجسم من سقم .

فقد عرف أضرار السهر وقرر أن يكون منه على حذر ، ولسان حاله يقول :
للجسم راحته تأتي مع تعب من بعد مسعاه حل النوم مبتدرا

سهر-قصة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Hello
Can we help you?