أدبقصة

قصة – قلب يتألم

قلب يتألم-قصة

عاش صالح في قرية بعيدة عن المدينة بمسافة كبيرة و عندما كان صغرا عاش طفولة صعبة بسبب ضيق ذات اليد عند والديه ، و كان له ثلاثة إخوة و ثلاث أخوات ، وتمر السنين على هذا الحال دون تغير أو تبدل و مما زادها سوءا وفاة والده الذي كان لهم الأمان و الدفء .

  وكان بقريتهم مدرسة لتعليم الصبيان و مدرسة لتعليم البنات ، فدرس هو و إخوته و أخواته في المرحلة الابتدائية ، و بعد أن أكمل صالح دراسته في هذه المرحلة والتي كان فيها متفوقا ، قرر موصلة دراسته في المرحلة المتوسطة فطلب من أمه أن تسمح له بالدراسة في المدرسة المتوسطة التي يقع في قرية تبعد عن قريتهم بمساقة خمسة كيلو متر .

  ولكن أمه ترفض لبعد المدرسة ولعدم توفر المال لإكماله الدراسة ، فألح على أمة بطلبه مرات و لكنها ترفض في كل مرة خاصة أنه أكبر إخوته و تخاف عليه من نوائب الدهر .

فكر صالح في حاله و في مستقبله و ضل قلبه يتألم و لكنه لم ييأس فاتجه لخاله ( مبارك ) باكبا شاكيا فقال له خاله : ما بك يا صالح ؟
صالح : أمي منعتني من الدراسة و أنا أريد أن أكمل دراستي .
الخال مبارك : لعلها تخاف عليك من الطريق و حرارة الشمس و ليس معها مال لتصرفه عليك لتدرس.
صالح : و ما الحل يا خالي ؟
مبارك : عد إلى بيتكم و لعلي أبحث لك عن حل إن شاء الله .

فكر مبارك في حل لابن اخته كي يعود للدراسة و هو يقول في نفسه – لقد أسفت لحال صالح و تألمت لألمه – ولكن لابد من حل لمشكلته … فكر و فكر ثم قدر ثم استبصر رأيا لعله يروق لأم صالح.

https://aglam.online/قصة-لايدري-إلى-أين-؟

تحقق الأمل


  ذهب مبارك لبيت أخته أم صالح فقرع الباب و اسأذن للدخول ففتح الباب صالح : أهلا يا خال مبارك ، حياك الله . أم صالح من بالباب ؟ أجاب صالح : خالي مبارك . الأم : مرحبا بأخي و قرة عيني تفضل بالدخول . مبارك : كيف حالك وحال أولادك . الأم : بخير والحمد لله .
مبارك :  أربد أن أكلمك في موضوع .
الأم : تفضل يا أخي .
مبارك : لقد قطع قلبي صالح بعد أن شكا إليّ أنك تمانعين ذهابه إلى المدرسة .
الأم : نعم . لأنه صغير و أخاف عليه من بعد الطريق و طول المساقة .
مبارك : لدي رأي .
الأم : ما هو ؟
مبارك : لدي ابن يدرس في القرية المجاورة و يقوم صاحب الجيب يتوصيله ويعود به  كل يوم وادفع له أجرة التوصيل ، فما رأيك إذا أخذ ابنك معه .
الأم : من أين لي المال لأعطي صاحب الجيب أجرته.
مبارك : إذا كان هذا همك فلا عليك أنا سأدفع أجرة توصيل صالح .
الأم : إذا إنا لا مانع عندي من ذهابه.

  بللت الدمع عيني صالح و قال لخاله :  شكرا يا خالي إنه جميل لن أنساه لك ما حييت .
مبارك : ( قام بمسح رأس صالح ) أنت مثل ابني و ما قمت به من فعل بسبب مثابرتك و حرصك على الدراسة، عندها ثمثل قول الشاعر :
وما من شدة إلا سيأتي
لها من بعد شدتها رخاء
فاجعلها حكمة تنفعة في حياتك
  ثم انقلب جو الحزن إلى سرور  و من هم إلى فرح …

قلب يتألم-قصة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Hello
Can we help you?