للاحترام أنواع كثير ، فهناك الاحترام الواجب كاحترام الوالدين والأخوة والأخوات والأقارب من جهة الأب أو الأم.
وهناك احترام متبادل بين الأطراف كالزوجين والأصدقاء والأصحاب ، والزملاء ومن تربطك به علاقة معينة.
وهناك احترام عام لكل من تقابله من الناس سواء كان من الخاصة أو العامة ويتطلب منك تبادل المشاعر معهم.
احترام مشاعر الآخرين :
ومن أفضل أنواع الاحترام الذي يكسبك المحبة والتقدير عن الناس هو احترام مشاعرهم وانفعالاتهم.
واحترام الآخرين يقصد به التسامح مع الغير وتقبلهم ، والاعتراف بحقهم حتى لو اختلفوا معك في التفكير.
فكما أنك تحب أن يحترمك الناس ويقدرونك ، كذلك هم بحاجة إلى من يحترمهم ويقدرهم لذواتهم وأنفسهم.
فعندما تكون أنت صاحب الخلق الرفيع ، والآدب الرائع الذي يجعلك بين الناس محبوبًا ومقدرًا.
فهو بلا شك في أنك أنت من تحترم مشاعرهم وتبني لنفسك مكانة في قلوبهم بسبب احترامك لمشاعرهم.
احترام مشاعر الناس عبادة :
ويعد احترام مشاعر الناس من العبادات الفعلية التي تستطيع القيام بها دون أن يكلفك ذلك شيء من الجهد.
فما عليك إلا أن تظهر لهم الابتسامة وتقابلهم بالسلام ، وتساعد من يحتاج منك المساعدة وترشد ضالهم.
ويعين كبيرهم ، وتعطف على صغيرهم ، وتمسح على رأس اليتيم ، وتعين الضعيف وذا الحاجة.
فإذا نادك صغير أو كبير أجابه ، وإذا طلب منك كبير أو امرأة أمرًا لبه لهما ، وأعنهما على مساعداته.
وهو بذلك يدخل في عبادة فعلية ببذل جهد يسر يحصل من خلاله على أجور كثيرة من عند الله تعالى.
https://aglam.online/strongتبسمك-في-وجه-أخيك-صدقة-strong/
مكانة احترام مشاعر الآخرين في الإسلام :
فلاحترام مشاعر الآخرين مكانة في ديننا الحنيف الذي حض عليها وكتب الأجر لمن قام بها.
فقال الله تعالى في سورة الحجرات : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ) 11
و نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحديث بين اثنين إذا كان الحاضرون ثلاثة؛ مراعاة لشعور الثالث حتى لا يحزن.
فقال صلى الله عليه وسلم : ” إذا كانوا ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث ” ، رواه البخاري ، فذلك من مراعاة احترام مشاعر الأخرين.
وكذلك كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعون مشاعر الآخرين عند مناجاة بعضهم ، وكانوا يتفقدون مشاعر بعضهم.
وجاء من بعدهم التابعون فنهجوا على نهجهم في احترام مشاعر الآخرين، والتعامل معهم وبأدب وتقدير.
وقد ورد ذكر ذلك في الشعر فقال الشافعي:
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَـــــوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَـــد تَقادَمَ عَهدُهُ وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا